لست في بلاد عربية

للشاعرة الليبية “ردينة الفيلالي”

انتزع مني بطاقتي الشخصية

ليتأكـــــد أني عربيـــة

وبدأ يفتش حقيبتي

وكأني أحمل قنبلة ذرية

وقف يتأملني بصمت

سمراء وملامحي ثورية

فتعجبت لمطلبه وسؤاله عن الهوية

كيف لم يعرف من عيوني أني عربيه

أم أنه فضل أن أكون أعجمية

لأدخل بلاده دون إبراز الهوية

وطال انتظاري

وكأني لست في بلاد عربية

أخبرته أن عروبتي لا تحتاج لبطاقة شخصية

فلم انتظر على هذه الحدود الوهمية

وتذكرت مديح جدي لأيام الجاهلية

عندما كان العربي يجوب المدن العربية

لا يحمل سوى زاده ولغته العربية

وبدأ يسألني عن أسمي…

وجنسيتي….

وسر زيارتي الفجائية

فأجبته أن اسمي وحدة

وجنسيتي عربية

وسر زيارتي تاريخية

سألني عن مهنتي

وإن كان لي سوابق جنائية

فأجبته أني إنسانة عادية

لكني كنت شاهدا على اغتيال القومية

سأل عن يوم ميلادي

وفي أي سنــة هجريـــة

فأجبته أني ولدت يوم ولدت البشرية

سألني إن كنت أحمل أي أمراض وبائية

فأجبته أني أصبت بذبحة صدرية

عندما سألني ابني عن معنى الوحدة العربية

فسألني أي ديانة أتبع

الإسلام أم المسيحية؟؟؟؟؟

فأجبته بأني أعبد ربي بكل الأديان السماوية

فأعاد لي أوراقــي وحقيبتــــي

وبطاقتـــــي الشخصيـــــــة

وقال عودي من حيث أتيت

فبلادي لا تستقبل الحرية.

.