السّلام في فلسطين: هل ما زال بالإمكان تحقيق هذا الحلم؟

.

فلسطين هو اسم لمنطقة شهدت تغيرات دراماتيكية. المنطقة التي بدت سابقًا وكأنها وعد إلهي ، أصبح اسمها الآن مرادفًا لحالة من اليأس. كيف تدهور وضع هذه المنطقة ليصل إلى النهايات المسدودة التي يتسم بها هذا الوضع حاليًّا ؟

هل هناك أفق للسلام – حتى لو كان متخيَّلًا حاليًّا – بين كلا الشعبين، الإسرائيلي والفلسطيني، اللذين يعيشان على الأرض نفسها؟

تحت هذا العنوان أقامتْ مؤسسة ابن رشد للحوار والفكر الحرّ في برلين يوم الخميس في 18-10-2018  محاضرةً سياسيّةً فكريّة بعنوان: السلام في فلسطين: هل ما زال بالإمكان تحقيق هذا الحلم؟

شاركَ فيها كلّ من القياديّة الفلسطينيّة الدكتورة حنان عشراوي، و روث فروختمان الكاتبة والصحفيّة المشاركة في تأسيسِ مؤسسة “الصّوت اليهودي لسلامٍ عادلٍ في الشّرق الأوسط” و الباحث السوري الدكتور حسام الدّين الدّرويش، المولود في حلب والمقيم حالياً في كولونيا، وقد توّلى التّرجمة من الانكليزية والألمانية المترجم الألماني المعروف الدكتور جونتر أورث بينما أدارتْ الجلسة السيدة كورا يوستنج.

في البداية تحدّثت الدكتورة حنان عشراوي عن أنّ السّلام حقّ وليس امتياز، وهو حقّ البشر جميعاً وليس الفلسطينيين فحسب، بعد ذلك تحدّثت عن عدم توازنِ القِوى على الأرض ، وعدم السّماح للفلسطينيين بأيّة ردّة فعلٍ، مؤكّدة كذلك أنّ هناك من يُعطّل الحلّ في فلسطين ويعرقل إقامة الدولتين، في إشارةٍ منها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصةً قيادتها الحالية، بعد وصول ترامب للرئاسة، مشيرة إلى أنّ الأمريكان يتصرّفون على أساس القدس عاصمة إسرائيل ويمارسون الضّغط والتهميش على الفلسطينيين، ويعطّلون أيّ قرارٍ في الأمم المتّحدة، ثم يقولون: إنّ الفلسطينيين لا يأتون للحوار، يباركون أية خطوة سلامٍ مع الدول المجاورة لفلسطين ويعطلّون أيّ مبادرةٍ للحلّ فيها. بعد ذلك تطرّقت الدكتورة حنان إلى قضيّة الانتخابات وشرعيتها داخل المؤسسة الفلسطينية.

بعدها تحدّثت  السيّدة روث فروختمان وهي من مؤسسّي الصوت اليهودي الحرّ من يهود أوربا وهي من الأصوات اليهودية القليلة التي تقف مع الفلسطينيين، وقد قالت مع أن التوراة قالت إننا شعب الله المختار، وأيضاً هناك شعوبٌ مختارةٌ غيرنا، وأكدّت في حديثها أننا حتّى ننتهي من قضية الهولوكست يجب أن ينشأ جيلٌ جديدٌ، يفكّر في حياةٍ أفضل بعيداً عن الصراعات، وعلى الحكومة الألمانية الاعتراف بدولة فلسطين، ومعاقبة إسرائيل على انتهاكها القانون الدولي.

وتساءلت لماذا يبارك المجتمع الدولي أيّة خطّة سلام مع مصر والأردن وغيرها..؟ في حين يتجاهل أو لا يفكّر بخطّة سلام مع الفلسطينيين.

بينما تحدّث الدكتور حسام الدين الدرويش عن وجهة النظر الثالثة بعيداً عن إسرائيل وفلسطين وجهة النظر العربيّة من الصراع الدائر.

وتوقّف عند إشكالية المصطلحات من مثلِ النزاع الفلسطيني الإسرائيلي قائلاً: في حالة النزاع يجب علينا أن نقف بعيداً لأنّ الإشكال داخليٌ، بينما الصّواب أن نقول: احتلال حتى نوصّفَ القضية بشكلٍ صحيحٍ، لأنّ هناك شعبٌ احتُلت أرضهُ وشرّد من وطنه.

من جهة ثانية تحدّث الدكتور حسام على أنّ الكثير من قضايا التطوير والإصلاح الاقتصادي  والسياسيّ في سوريا كانت تؤجّل وتُعرقَل بسببِ الصراع العربيّ الإسرائيلي أو بحجة دعم وتمويل آلة الحرب والجيش من أجل هذا الصراع .

بعد ذلك أُفسح المجال لأسئلة الحضور .