أبو عمار “أيقونة فلسطينية”

في الذكرى السادسة عشر لرحيل الزعيم الفلسطيني “ياسر عرفات”، ما زال الغموض يكتنف سبب وفاته، رغم وجود تأكيدات على أنه جرى اغتياله.

ولد أب القضية الفلسطينية في 24 أغسطس عام 1929، بالرغم من أن هناك تأكيدات على ميلاده كان في القاهرة، إلا أن هناك رواية تتحدث عن ميلاده في القدس وتستشهد بأحاديث للزعيم نفسه، بأن اسمه “محمد عبد الرءوف عرفات القدوة الحسيني”، واسمه الحركي كان “أبوعمار” الذي أصبح لقبه طوال مسيرته.

كانت جدته مصرية، وحياته في مصر أكسبته اللهجة المصرية التي لم تفارقه في حياته، ودرس في جامعة فؤاد الأول وتخرج فى كلية الهندسة 1950، إلا أنه وخلال اندلاع حرب 48 ترك الجامعة وحارب العصابات الصهيونية، وانضم للجيش المصري في غزة.

اعتنق ” عرفات ” الأفكار التحررية في سن مبكرة، وآمن بفكرة النضال لتحرير الأرض من المحتلين.

أسس الراحل حركة فتح، وكانت البداية من الكويت، حيث عمل هناك مهندسا، والتقى فلسطينيين هناك، لتبدأ الحركة في التشكل بين عام 1958 إلى 1960، حيث أسسها مع رفاقه “خليل الوزير، وصلاح خلف، فاروق القدومي” لتبدأ الحركة جهودها التي كرستها في الكفاح المسلح لتحرير فلسطين.

انتخب ” أبو عمار” رئيسًا لمنظمة التحرير الفلسطينية في 1969، وعمل خلال هذه الفترة على الدفاع عن القضية الفلسطينية، والتأكيد على الحق في دولة فلسطين المستقلة، وسعى بكافة السبل إلى الوصول لهذا الهدف.

وفي أعقاب اتفاقية أوسلو في 1993، أنشاء السلطة الفلسطينية، بغرض الوصول النهائي لحل الدولة الفلسطينية، وعاد في أول يوليو 1994 إلى الأراضي الفلسطينية التي أعلنت عليها السلطة في الضفة وقطاع غزة، وفي نفس العام نال عرفات جائزة نوبل مناصفة مع إسحق رابين.

وإذا كان “رابين” قد جرى اغتياله بسبب اتفاق السلام مع الفلسطينيين فإن دولة الاحتلال سعت للنيل من الرئيس ” أبوعمار”، وانتهى به الأمر محاصرا في رام الله في مقر الرئاسة، وضربت قوات الاحتلال مقره بقذائف الدبابات، واتهم بالتحريض على العنف.

وفي 12 أكتوبر 2004 ظهرت أولى علامات التدهور الشديد لصحته، فقد أعلن أطباؤه عن مرض في الجهاز الهضمي، ثم تدهورت حالته الصحية نهاية الشهر، فقامت على إثره طائرة مروحية بنقله إلى الأردن، ومنها إلى مستشفى بيرسي في فرنسا، وهناك توفي في 11 نوفمبر 2004 مع اتهامات متعددة لدولة الاحتلال باغتياله.

“اغتياله حقيقة وليست مجرد فرضية”.. هذا ما ذهبت إليه زوجه الزعيم الراحل السيدة سهى عرفات التي أكدت في لقاء تليفزيوني،  أن هناك محاولات لتسييس القضاء الفرنسي الذي نظر القضية.

كان الزعيم الفلسطيني “أبو عمار” في العام 2004 على موعد مع كتابة كلمة النهاية لحياة حافلة في خدمة قضية بلاده حتى أصبح أيقونة مهمة في معادلة القضية الفلسطينية.

وفي مستشفى عسكري بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس لفظ الرئيس الراحل أنفاسه الأخيرة، عقب وعكة صحية جراء تناوله وجبة طعام، وأعلن المستشفى وقتها بأنه لم يستطع معرفة سبب وفاته التي ظلت علامة استفهام كبيرة في حين سعت زوجته للبحث عن إجابة لهذا السبب، إلى أن أعلن خبراء بأن هناك آثارا لمادة اليورانيوم المشعة.

ووسط سيل من المحاولات بتغييب القضية وطمس معالمها سعت زوجته للوصول لسبب وفاته الحقيقية، ولا تزال رغم مرور السنوات مُصرة على أن وفاته نتيجة اغتيال، وتنتظر حكم المحكمة التي آلت إليها القضية.

.